سَئِمْنَا الـحَيَاةَ سَئِمْنَا الرَّدَى
يَجِيْءُ وَلَمْ نَبْلُغِ الـمَقْصَدَا
رَضِيْنَا مِنَ العَيْشِ عَيْشَ الذَّلِيْـ
ـلِ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يَكُنْ أَرْغَدَا
نَبِيْتُ عَلَى عَتَبَاتِ الـمُنَى
وَنَمْنَحُهَا أَمْسَنَا وَالغَدَا
وَنَرْسُمُ آمَالَنَا لَوْحَةً
تُجَسِّدُ حَاضِرَنَا الأَسْوَدَا
تُخَدِرُنَا كَأْسُ أَحْلامِنَا
وَتَسْلُبُنَا عِزَّةَ الـمُبْتَدَا
وَمِلْيَارُنَا ضَلَّ لا فَارِسٌ
أَطَلَّ وَلا صَارِمٌ جُرِّدَا
وَخُضْنَا بِحَاراً مِنَ الشَّجْبِ مَا
أَعَزَّ الإِبَاءَ وَمَا أَبْعَدَا!!!
تَجَلَّتْ لَنَا الشَّمْسُ لَكِنَّنَا
نَمُدُّ لَهَا طَرْفَنَا الأَرْمَدَا
نُرَقِّعُ بِالثَّلْجِ إِحْسَاسَنَا
وَيَلْهَثُ فِي دَمِنَا مُجْهَدَا
وَنَجْمَعُ مَا بَعْثَرَتُهُ الرِّيَا
حُ فِي خِلْسَةٍ مِنْ عُيُوْنِ الـمُدَى
نُنَادِي وَفِي بِيْدِ أَوْهَامِنَا
تَوَارَى الـمُجِيْبُ وَضَاعَ النِّدَا
قَعَدْنَا وَقَدْ جَاهَدَ الـمُقْعَدُوْ
نَ عَنَّا وَمَا أَعْظَمَ الـمُقْعَدَا
تَوَشَّحَ بِالصِّبْرِ مُسْتَعْصِماً
بِرَبٍّ يُنَادِيْهِ مُسْتَرْفِدَا
كَأَنِّي بِهِ رَافِعاً إِصْبَعاً
يُرَدِّدُ خَالِقَهُ الأَوْحَدَا
أَأَحْمَدُ يَا فَادِيَ القَاعِدِيْـ
ـنَ كَمْ قَاعِدٍ مَا فَدَى أَحْمَدَا!!!
مَضَيْتَ كَمَا شِئْتَ لَكِنَّمَا
عَدُوُّكَ مَازَالَ مُسْتَأْسِدَا
رَأَوْا فِيْكَ جِسْماً نَحِيْلاً حَوَى
كَمَا الطَّوْدِ قَلْباً بَلِيْغَ الصَّدَى
وَهَابُوْكَ هَابُوَا مَضَاءَكَ فِي
صُمُوْدٍ تَدُكُّ بِهِ الـجَلْمَدَا
وَهَابُوْكَ عَزْماً تَجُزُّ بِهِ
رُؤُوْسَ الطَّوَاغِيْتِ وَالغَرْقَدَا
فَثَارَتْ شَيَاطِيْنُهُمْ ثَوْرَةَ الـ
ـجَبَانِ وَمَدُّوا إِلَيْكَ اليَدَا
وَكَمْ حَاوَلُوا قَبْلَهَا إِنَّمَا
أُرِيْدَ لأَحْمَدَ أَنْ يُحْمَدَا
فَيَا أَيُّهَا الرَّمْزُ فِي أُمَّةٍ
تَهَاوَى الرُّمُوْزُ بِهَا سُجَّدَا
زَرَعْتَ لَيَالِي الكِفَاحِ سَنَاً
بَهِيًّا وَحَقَّقْتَ مَعْنَى الفِدَا
وَهَا أَنْتَ تَسْمُو إِلَى غَايَةٍ
وَتَلْقَى مُرَادَكَ مُسْتَشْهِدَا
بَكَيْنَا بُكَاءَ الثَّكَالَى وَمَا
شَفَيْنَا بِهَا الـخَافِقَ الـمُوْقَدَا
دِمَاؤُكَ كَالسَّيْفِ حِيْنَ جَرَتْ
بِعَيْنِي وَفِي مَسْمَعِي كَالـحُدَا
أَأَرْثِيْكَ؟ كَلاَّ أَيَا قَامَةً
تَسَامَتْ رُؤَىً وَاعْتَلَتْ سُؤْدَدَا
رَأَيْتُكَ فِي رِفْعَةٍ مَيِّتاً
كَمَا كُنْتَ حَيًّا تُغِيْضُ العِدَا
وَمَا كَانَ نَعْشاً وَلا مَأْتَماً
وَلَكِنَّهُ حَفْلُ عُرْسٍ بَدَا
عَجِبْتُ لِمَنْ عَاشَ فِي عِزَّةٍ
يَقُضُّ مَضَاجِعَهُمْ مُقْعَدَا
أَرَادُوا لَهُ الـمَوْتَ مَوْتاً وَمَا
دَرَوْا أَنَّ فِي مَوْتِهِ مَوْلِدَا
مقتبس من ( ويُورقُ الخريف ) للشاعر : عيسى بن علي جرابا
يَجِيْءُ وَلَمْ نَبْلُغِ الـمَقْصَدَا
رَضِيْنَا مِنَ العَيْشِ عَيْشَ الذَّلِيْـ
ـلِ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يَكُنْ أَرْغَدَا
نَبِيْتُ عَلَى عَتَبَاتِ الـمُنَى
وَنَمْنَحُهَا أَمْسَنَا وَالغَدَا
وَنَرْسُمُ آمَالَنَا لَوْحَةً
تُجَسِّدُ حَاضِرَنَا الأَسْوَدَا
تُخَدِرُنَا كَأْسُ أَحْلامِنَا
وَتَسْلُبُنَا عِزَّةَ الـمُبْتَدَا
وَمِلْيَارُنَا ضَلَّ لا فَارِسٌ
أَطَلَّ وَلا صَارِمٌ جُرِّدَا
وَخُضْنَا بِحَاراً مِنَ الشَّجْبِ مَا
أَعَزَّ الإِبَاءَ وَمَا أَبْعَدَا!!!
تَجَلَّتْ لَنَا الشَّمْسُ لَكِنَّنَا
نَمُدُّ لَهَا طَرْفَنَا الأَرْمَدَا
نُرَقِّعُ بِالثَّلْجِ إِحْسَاسَنَا
وَيَلْهَثُ فِي دَمِنَا مُجْهَدَا
وَنَجْمَعُ مَا بَعْثَرَتُهُ الرِّيَا
حُ فِي خِلْسَةٍ مِنْ عُيُوْنِ الـمُدَى
نُنَادِي وَفِي بِيْدِ أَوْهَامِنَا
تَوَارَى الـمُجِيْبُ وَضَاعَ النِّدَا
قَعَدْنَا وَقَدْ جَاهَدَ الـمُقْعَدُوْ
نَ عَنَّا وَمَا أَعْظَمَ الـمُقْعَدَا
تَوَشَّحَ بِالصِّبْرِ مُسْتَعْصِماً
بِرَبٍّ يُنَادِيْهِ مُسْتَرْفِدَا
كَأَنِّي بِهِ رَافِعاً إِصْبَعاً
يُرَدِّدُ خَالِقَهُ الأَوْحَدَا
أَأَحْمَدُ يَا فَادِيَ القَاعِدِيْـ
ـنَ كَمْ قَاعِدٍ مَا فَدَى أَحْمَدَا!!!
مَضَيْتَ كَمَا شِئْتَ لَكِنَّمَا
عَدُوُّكَ مَازَالَ مُسْتَأْسِدَا
رَأَوْا فِيْكَ جِسْماً نَحِيْلاً حَوَى
كَمَا الطَّوْدِ قَلْباً بَلِيْغَ الصَّدَى
وَهَابُوْكَ هَابُوَا مَضَاءَكَ فِي
صُمُوْدٍ تَدُكُّ بِهِ الـجَلْمَدَا
وَهَابُوْكَ عَزْماً تَجُزُّ بِهِ
رُؤُوْسَ الطَّوَاغِيْتِ وَالغَرْقَدَا
فَثَارَتْ شَيَاطِيْنُهُمْ ثَوْرَةَ الـ
ـجَبَانِ وَمَدُّوا إِلَيْكَ اليَدَا
وَكَمْ حَاوَلُوا قَبْلَهَا إِنَّمَا
أُرِيْدَ لأَحْمَدَ أَنْ يُحْمَدَا
فَيَا أَيُّهَا الرَّمْزُ فِي أُمَّةٍ
تَهَاوَى الرُّمُوْزُ بِهَا سُجَّدَا
زَرَعْتَ لَيَالِي الكِفَاحِ سَنَاً
بَهِيًّا وَحَقَّقْتَ مَعْنَى الفِدَا
وَهَا أَنْتَ تَسْمُو إِلَى غَايَةٍ
وَتَلْقَى مُرَادَكَ مُسْتَشْهِدَا
بَكَيْنَا بُكَاءَ الثَّكَالَى وَمَا
شَفَيْنَا بِهَا الـخَافِقَ الـمُوْقَدَا
دِمَاؤُكَ كَالسَّيْفِ حِيْنَ جَرَتْ
بِعَيْنِي وَفِي مَسْمَعِي كَالـحُدَا
أَأَرْثِيْكَ؟ كَلاَّ أَيَا قَامَةً
تَسَامَتْ رُؤَىً وَاعْتَلَتْ سُؤْدَدَا
رَأَيْتُكَ فِي رِفْعَةٍ مَيِّتاً
كَمَا كُنْتَ حَيًّا تُغِيْضُ العِدَا
وَمَا كَانَ نَعْشاً وَلا مَأْتَماً
وَلَكِنَّهُ حَفْلُ عُرْسٍ بَدَا
عَجِبْتُ لِمَنْ عَاشَ فِي عِزَّةٍ
يَقُضُّ مَضَاجِعَهُمْ مُقْعَدَا
أَرَادُوا لَهُ الـمَوْتَ مَوْتاً وَمَا
دَرَوْا أَنَّ فِي مَوْتِهِ مَوْلِدَا
مقتبس من ( ويُورقُ الخريف ) للشاعر : عيسى بن علي جرابا